ريال مدريد قبل موقعة أنفيلد.. أزمة خفية تهدد الانسجام رغم العلامة الكاملة

ريال مدريد قبل موقعة أنفيلد.. أزمة خفية تهدد الانسجام رغم العلامة الكاملة

من ركلة جزاء فياريال إلى فالنسيا.. هل يتكرر الشبح النفسي؟

دخل ريال مدريد مواجهته المنتظرة أمام ليفربول، مساء الثلاثاء 4 نوفمبر على ملعب “أنفيلد”، وهو في قمة تألقه الأوروبي هذا الموسم، بعدما حصد العلامة الكاملة في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، مسجلًا 8 أهداف ومستقبلًا هدفًا وحيدًا فقط.

لكن خلف هذا البريق الهجومي والانضباط الدفاعي، تلوح أزمة خفية داخل جدران النادي الملكي، بدأت بركلة جزاء أمام فالنسيا، وقد تتحول إلى شرخ نفسي يهدد وحدة الفريق قبل موقعة أنفيلد.

التاريخ يعيد نفسه.. من فياريال 2010 إلى فالنسيا 2025

قبل خمسة عشر عامًا، في فبراير 2010، كان تشابي ألونسو لاعبًا في صفوف ريال مدريد عندما أصرّ على تنفيذ ركلة جزاء أمام فياريال، رغم أن المنفذ المعتاد كان كريستيانو رونالدو.
سجّل ألونسو الهدف، لكن ملامح الغضب على وجه رونالدو كانت الحدث الأبرز — لحظة كشفت عن صراع خفي على الزعامة داخل الفريق.

واليوم، يتكرر المشهد نفسه أمام أعين الرجل ذاته، ولكن من موقع مختلف.
في مباراة فالنسيا الأخيرة، وبينما كان ريال مدريد متقدمًا بثلاثية، طلب فينيسيوس جونيور تنفيذ ركلة جزاء كانت مخصصة لـ كيليان مبابي، الذي كان على بُعد هدف من تحقيق “هاتريك”.

أضاع فينيسيوس الركلة، وتصدى لها الحارس ببراعة، لكن اللقطة فجّرت جدلًا واسعًا حول من يمتلك حق القرار داخل الفريق الملكي kooralive.

التوتر تحت السطح.. شرخ صغير في منظومة الانسجام

لطالما كان ريال مدريد نموذجًا فريدًا للانسجام رغم الزخم النجومي في صفوفه.
حتى في حقبة كريستيانو رونالدو، ظلّ الفريق يحافظ على تراتبية واضحة واحترام الأدوار داخل غرفة الملابس.

لكن مشهد فالنسيا الأخير أوحى بأن رغبة الأضواء والأرقام الفردية بدأت تتسلل إلى صفوف الميرينجي.
مبابي جاء ليكون واجهة المشروع الجديد، وفينيسيوس يرى نفسه الوريث الطبيعي لهيبة النجوم.
ثنائية رائعة هجوميًا، لكنها قابلة للاشتعال نفسيًا إذا لم يُحسن ألونسو إدارتها.

تشابي ألونسو.. بين ذاكرة اللاعب ومسؤولية المدرب

ألونسو، الذي عاش تجربة مماثلة كلاعب، يعرف تمامًا حساسية مثل هذه التفاصيل، لكن هذه المرة هو في موقع القرار، لا التنفيذ.
تصريحه بعد المباراة جاء هادئًا ودبلوماسيًا، لكنه ترك خلفه ملامح قلق حقيقية حول توازن الأدوار داخل الفريق.

قد يكون المدرب الإسباني أمام أول اختبار حقيقي في الحفاظ على الروح الجماعية التي ميّزت ريال مدريد عن خصومه لسنوات طويلة.

قبل موقعة أنفيلد.. الخطر النفسي أكبر من الفني

يدخل ريال مدريد ملعب أنفيلد وسط أجواء مشحونة ورغبة انتقام من جماهير ليفربول، الباحثة عن الثأر من سلسلة الهزائم الأوروبية أمام الميرينجي.
لكن ما قد يربك ريال مدريد هذه المرة ليس الضغط الجماهيري، بل الضغط الداخلي الناتج عن تنافس النجوم على الزعامة.

فالفريق الذي يبدأ في التساؤل “من النجم الحقيقي؟” يصبح أكثر عرضة للانقسام عند أول أزمة.
وإذا استغل ليفربول هذا التوتر النفسي مبكرًا، فقد يحوّل المباراة إلى صراع داخلي داخل الميرينجي بدلًا من مواجهة تكتيكية على الميدان.

نقطة التحول.. بين الروح والطموح

ستكون مباراة أنفيلد أكثر من مجرد اختبار فني؛ إنها اختبار للروح والهوية.
ريال مدريد بنى مجده عبر عقود على شعار: “الجميع من أجل الشعار، لا من أجل الاسم.”
لكن اليوم، يبدو أن الفريق يواجه مرحلة دقيقة من الصراع الناعم على الزعامة بين رموزه الجديدة.

وإذا لم ينجح ألونسو في إعادة الانسجام سريعًا، فقد يعود شبح “ركلة جزاء فياريال” ليطارد الفريق في الحاضر — شرخ صغير قد يهدد موسمًا بدأ مثاليًا.

مقالات ذات صلة