تشابي ألونسو يُعيد كتابة تاريخ ريال مدريد.. انطلاقة تتجاوز مجد مورينيو وتستعيد روح الستينيات

تشابي ألونسو يُعيد كتابة تاريخ ريال مدريد.. انطلاقة تتجاوز مجد مورينيو وتستعيد روح الستينيات

ريال مدريد جديد بنفس كلاسيكي وروح لا تعرف إلا النصر

في زمنٍ ظن فيه الجميع أن ريال مدريد بلغ ذروة المجد، جاء تشابي ألونسو ليكسر هذا التصور تمامًا.
ففي غضون أشهر قليلة من توليه القيادة الفنية، قاد المدرب الإسباني الفريق الملكي إلى انطلاقة تاريخية تجاوز بها أرقام جوزيه مورينيو في موسم المئة نقطة، واقترب من معادلة أمجاد الستينيات التي شكّلت العصر الذهبي للنادي.

إنه ريال مدريد جديد، يلعب بروحٍ كلاسيكيةٍ أصيلة لكن بفكرٍ حديثٍ متجدد، فريق لا يعرف سوى طريق الانتصار.

ريال مدريد ألونسو يتجاوز أسطورة مورينيو

بعد مرور 11 جولة فقط من الدوري الإسباني، جمع ريال مدريد بقيادة ألونسو نقاطًا أكثر مما جمعها الفريق في موسم 2011-2012 تحت قيادة مورينيو، الموسم الذي أنهى فيه الملكي الليجا بـ100 نقطة، في إنجاز ظلّ علامة فارقة في تاريخ النادي.

وبحساب المعدل النقطي الحالي، فإن ريال مدريد لو واصل بنفس الوتيرة، قد يصل إلى 111 نقطة بنهاية الموسم، متجاوزًا رقم مورينيو الأسطوري حتى لو فقد 10 نقاط كاملة في الجولات المقبلة.

الأهم أن الفريق استعاد شخصيته القوية بعد أي تعثر — فبعد الخسارة في الديربي أمام أتلتيكو مدريد، ردّ ألونسو بانتصارات متتالية أبرزها على برشلونة في الكلاسيكو، في مشهد يعكس صلابة الذهنية الملكية الجديدة kooralive.

انطلاقة مدريدية تاريخية

إحصائيًا، حقق ريال مدريد 13 فوزًا في 14 مباراة رسمية مقابل هزيمة واحدة فقط — وهي أفضل بداية للفريق منذ 64 عامًا، والثانية عبر تاريخه الممتد لأكثر من قرن.
ولم تتحقق هذه الانطلاقة حتى في أزهى فترات أنشيلوتي أو زيدان أو مورينيو، مما يبرز حجم التحول الذي أحدثه تشابي ألونسو في الأداء والروح.

ولكي نجد سجلًا مشابهًا، علينا العودة إلى موسم 1961-1962، حين حقق ريال مدريد بقيادة ميجيل مونيوز النتيجة ذاتها (13 فوزًا وهزيمة واحدة) وحقق ثنائية الدوري والكأس بوجود أساطير مثل دي ستيفانو وبوشكاش وخينتو.

تكرار التاريخ.. ونسخة ألونسو تتفوق بالأرقام

يُظهر تشابه الإحصاءات أن ريال مدريد الحالي يسير على خطى تلك الكتيبة التاريخية.
بل إن الفريق لم يعرف بداية أفضل سوى مرة واحدة في تاريخه عام 1928-1929 حين خاض أول مواسم الدوري الإسباني دون هزيمة في أول 14 مباراة (13 فوزًا وتعادلًا واحدًا).

لكن فريق ذلك الموسم أنهى المسابقة وصيفًا خلف برشلونة، وهو ما يجعل مهمة ألونسو الآن واضحة: إكمال المهمة والتتويج باللقب بأسلوبه الخاص.

عندما يفوز ريال مدريد في 10 من أول 11 مباراة..

في خمس مناسبات سابقة، نجح ريال مدريد في تحقيق 10 انتصارات من أول 11 جولة.
لكنه لم يتوّج باللقب إلا مرتين فقط، بينما في هذا الموسم يبدو أن الأرقام والواقع معًا يشيران إلى إمكانية تحقيق إنجاز جديد، خصوصًا مع حفاظ الفريق على الصدارة واستقراره الدفاعي والهجومي.

تشابي ألونسو.. على عرش مدربي ريال مدريد

بعد فوزه في 10 مباريات من أول 11 لقاء في الليجا، أصبح تشابي ألونسو أول مدرب في تاريخ ريال مدريد يحقق هذا الإنجاز منذ تأسيس النادي، والرابع في تاريخ الدوري الإسباني بعد تيتو فيلانوفا، جيرارد مارتينو، وهانز فليك.

ويُظهر هذا الرقم أن ألونسو لم يكتفِ بامتلاك فريقٍ قوي، بل صنع منظومة متكاملة تجمع بين الانضباط التكتيكي والمرونة الهجومية.

سطوة البرنابيو.. من القلعة إلى القصر

واصل ريال مدريد تفوقه على ملعب سانتياجو برنابيو بتحقيقه عشرة انتصارات متتالية في الدوري الإسباني على أرضه — أطول سلسلة منذ عام 2013.
لم يعرف جمهور البرنابيو طعم الخسارة منذ أبريل الماضي، ليصبح الملعب من جديد قصرًا للانتصارات لا يُكسر.

والمفارقة أن هذه السلسلة انطلقت في آخر أيام أنشيلوتي، قبل أن يتسلمها ألونسو بثباتٍ وثقة، ليحوّل البرنابيو إلى رمز للهيمنة المستمرة.

بصمة تشابي ألونسو.. بين الهدوء والصرامة

منذ يومه الأول، ترك ألونسو بصمته بوضوح: انضباط، التزام، ووضوح في الرؤية.
نجح في تحويل ريال مدريد من فريق يعتمد على نجومه إلى منظومة جماعية متكاملة؛
ففي الفريق الحالي، كل لاعب نجم، من مبابي وبيلينجهام وفالفيردي إلى فينيسيوس وأردا جولر وكاريراس، الجميع يهاجم ويدافع ككتلة واحدة.

ريال مدريد ألونسو لا يبحث فقط عن الانتصارات، بل عن إعادة تعريف الجمال التكتيكي في كرة القدم الحديثة:
فريق يهاجم بانسيابية، ويدافع بانضباط، ويجمع بين أناقة الكلاسيكية وديناميكية الحاضر.

نحو موسم تاريخي جديد

مع مرور الجولات، يبدو أن ريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو يسير بخطى واثقة نحو موسم قد يُكتب بحروف من ذهب في تاريخ النادي.
هو ريال مدريد بروح جديدة، لكنه ما زال يحتفظ بجيناته الملكية القديمة — روح لا تعرف الاستسلام ولا ترضى بغير القمة.

مقالات ذات صلة