بين الأنفيلد والبرنابيو.. لماذا اختار بيلينجهام وتشابي ألونسو ريال مدريد بدلًا من ليفربول؟

بين الأنفيلد والبرنابيو.. لماذا اختار بيلينجهام وتشابي ألونسو ريال مدريد بدلًا من ليفربول؟

مواجهة تحمل حكايتين بين الماضي والحاضر

في كل مواجهة تجمع ليفربول وريال مدريد، لا تقتصر الإثارة على ما يحدث فوق العشب الأخضر، بل تمتد إلى القصص الخفية خلف الكواليس — قصص تغيّر مسار التاريخ، وتعيد تشكيل هوية النجوم.

مباراة الغد تحمل في طيّاتها قصة مزدوجة تجمع بين الحاضر والماضي:
جود بيلينجهام وتشابي ألونسو — نجمان كانا على أعتاب ليفربول، قبل أن يختارا الوجهة الملكية في مدريد.
فلماذا رفض كلاهما إغراء الأنفيلد واختارا طريق البرنابيو؟

ثقافة البطولات.. والفارق في البيئة

ريال مدريد لا يقدّم مجرد مشروع كروي لأي لاعب أو مدرب، بل ثقافة بطولات وهوية انتصارات متوارثة منذ قرن.
في مدريد، تُقاس النجومية بعدد الكؤوس، لا بعدد التصفيقات، بينما في ليفربول تبقى العاطفة هي الحاكم الأكبر.

استطاع ريال مدريد أن يقنع بيلينجهام بأنه المكان الأنسب لكتابة التاريخ، بعدما تألق مع بوروسيا دورتموند، تمامًا كما شعر ألونسو بأن بيته الحقيقي في العاصمة الإسبانية، حيث يجد مشروعًا متكاملاً يليق بطموحاته.

أما ليفربول، فكان في مرحلة انتقالية غامضة مع قرب رحيل يورغن كلوب، وفريقٍ ظلّ لسنوات يدور في فلك مدربٍ واحد، مما جعل ألونسو يرى أن أي فشل محتمل هناك قد ينسف مسيرته مبكرًا.

مرحلة البناء.. مدريد الجاهز أم ليفربول المتردد؟

كان اختيار بيلينجهام في لحظة فاصلة.
ليفربول كان يمرّ بعملية إعادة هيكلة بعد تراجع الأداء وتقدّم أعمدة الوسط في السن، بينما كان ريال مدريد يعيد رسم خط وسطه استعدادًا لمرحلة جديدة من الهيمنة.

اعتزال توني كروس ورحيل لوكا مودريتش خلقا مساحة لولادة نجم جديد في قلب البرنابيو،
ولم يجد جود نفسه في أنفيلد وسط مشروعٍ لم تتضح معالمه، فاختار مدريد حيث المستقبل مضمون والبريق لا يخفت.

الأمر ذاته ينطبق على ألونسو.
بدلًا من خوض مغامرة إعادة بناء في ليفربول وسط ضغط جماهيري هائل، قرّر أن يقود مشروعًا جاهزًا للانطلاق في مدريد، مدعومًا بثقة فلورنتينو بيريز وإرثٍ يعرفه جيدًا كلاعب بطل kora live.

لمن ينتمي تشابي ألونسو حقًا؟

تشابي ألونسو هو أحد أبطال ليلة إسطنبول الخالدة عام 2005، حين قاد ليفربول للعودة الأسطورية أمام ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا.
هو من أعاد للأنفيلد روحه الأوروبية في زمنٍ صعب، ومنح جماهيره لحظات لا تُنسى، لذلك يبقى محبوبًا هناك رغم كل شيء.

لكن في النهاية، اختار تشابي العودة إلى ريال مدريد — النادي الذي منحه الاستقرار والهيبة،
ليس كخيانة للأنفيلد، بل كوفاء لمسيرته وطموحه الشخصي، ليعود الآن مدربًا يحمل نفس الهدوء ونفس الذكاء، لكن بحلمٍ أكبر:
إعادة كتابة التاريخ الأبيض في دوري أبطال أوروبا.

بيلينجهام.. الامتداد الطبيعي لجيل ألونسو

بيلينجهام اليوم يعيش ما عاشه ألونسو بالأمس،
شابٌ في العشرين من عمره اختار المجد على الحنين،
ورأى في ريال مدريد المكان الذي يصنع الأساطير، لا الذي يكتفي بترديدها.

ومع تألقه المتواصل في الليجا ودوري الأبطال، يؤكد بيلينجهام أن قراره لم يكن عن غرور أو مال، بل عن طموح مشروع لأن يصبح جزءًا من إرثٍ لا يتكرّر.

بين الماضي والحاضر.. ريال مدريد ينتصر مجددًا

حين يلتقي ريال مدريد بليفربول غدًا، لن تكون المباراة مجرد صراع بين مدرستين في كرة القدم،
بل ستكون مرآةً لاختياراتٍ صنعت الفارق:
مدربٌ كان أسطورة في ليفربول وفضّل العودة إلى مدريد،
ونجمٌ شابٌ رفض مجد الأنفيلد ليكتب قصته في البرنابيو.

إنها مواجهة تختصر فلسفة ريال مدريد:

“الأبطال لا يُولدون في مدريد.. بل يُصنعون هناك.”

مقالات ذات صلة